إن الطريقة التقليدية المتعارف عليها في أوساط الحوزات العلمية هي منح إجازة الإجتهاد لطلاب العلوم الإسلامیة بعد بلوغهم القمة العالیة في الفقه و الأصول وهذه الشهادة العلمية تعتبر من أعلى الشهادات التي تمنح في الحوزات العلمیة .
وتجدر الإشارة إلى أن في هذه الشهادة يُأخذ بنظر الاعتبار المستوى المعنوي والأخلاقي للطالب أیضاً ولا یقتصر علی الفقاهة ، بالإضافة إلى التفوق العلمي ولعل الجانب المعنوي فیها يؤخذ بنظر الاعتبار أكثر من الجانب العلمي .
تعتبر اجازة الإجتهاد بمثابة شهادة أکادیمیة جامعیة تعرب عن رتبة الطالب العلمیة ومستواه الفقهي في تصدي هذا العمل الخطیر والمسؤلیة الکبری التي سوف تلقی علی عاتقه .
وتشتمل إجازة الإجتهاد على ثلاثة أجزاء هي :
الأول : المانح أو مجیز الإجازة :
وغالباً ما تكون من الفقهاء البارزين في الحوزة العلمية ، وتعتمد قوة الإجازة على مدى المكانة التي يحتلها المانح (المجیز) للإجازة ؛ لأنها تضفي دعماً أكثر لها .
الثاني : آخذ الإجازة :
وتعتمد على مدى السنين التي تعرَّف فيها معطي الإجازة بخصوص الشخصية العلمية والأخلاقية للطالب . وفي بعض الأحيان ولغرض الاطمئنان أكثر يقوم المانح بإجراء امتحانٍ تحريري أو شفوي للطالب .
الثالث : محتوى الإجازة :
ويتضمن ألفاظ متفاوتة ، وكل لفظ يتغاير مع اللفظ الآخر ، ومن أعم التعابير المستعملة في هذا المجال : (حاز على مرتبة من مراتب الإجتهاد) ، وأعلاها هي : (يحرُم على صاحب الإجازة تقليد مجتهد آخر) ، لأنه لا يجوز تقليد مجتهد لمجتهد آخر .
وجدير بالذكر أن إجازة الإجتهاد تختلف عن إجازة الرواية وأمور الحسبة اختلافاً كبيراً ، مع العلم أن الأغلب لا يراعون الفوارق بین هذین الأمرین .
نال سماحة آية الله العظمى الجنّاتي بعد جدٍّ وسعي مستمرين على درجة الإجتهاد ، وقد أيَّد إجتهاده المراجع الكبار في مدينة النجف الأشرف . وقد نشرت إجازة إجتهاده مرات عديدة خلال السنوات السابقة في الكتب والصحف والمجلات .